iqraaPostsStyle6/سؤال وجواب/3

أقسام القلوب

الكاتب: ناجي الدوسريتاريخ النشر: آخر تحديث: وقت القراءة:
للقراءة
عدد الكلمات:
كلمة
عدد التعليقات: 0 تعليق

 أقسام القلوب

تنقسم القلوب من حيث حالتها الإيمانية إلى ثلاثة أقسام رئيسية: قلب سليم، وقلب مريض، وقلب ميت، وهذه الأحوال متداخلة ومتقلبة بحسب إيمان العبد وأعماله.

 

أولًا: القلب السليم

هو القلب الذي سلِم من الشرك والنفاق والرياء، وتمحض إخلاصه لله تعالى. وقد وردت الإشارة إليه في قوله تعالى: ﴿يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ﴾ [الشعراء: 88-89]، كما أثنى الله على خليله إبراهيم عليه السلام بقوله: ﴿إِذْ جَاء رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ﴾ [الصافات: 84]، أي سليم من التعلق بغير الله ومن التلبيس العقدي والسلوكي. فسلامة القلب شرط في قبول العمل، وهي من صفات الأنبياء والمهتدين.

 

ثانيًا: القلب المريض

هو القلب الذي خالطته الشبهات أو الشهوات، فضعفت فيه إرادة الحق، وهو مهدد بالانتكاس ما لم يعالج. وقد ورد ذكره في قوله تعالى: ﴿فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا﴾ [البقرة: 10]، وقوله: ﴿أَفِي قُلُوبِهِمْ مَّرَضٌ﴾ [النور: 50]، وغالبًا ما يرتبط مرض القلب بصفة النفاق، كما في حالة من يظهر الإيمان ويبطن الكفر.

والنفاق من أخطر أمراض القلوب، لأنه يُبطل العمل من أصله، كما بيّن الله في صفات المنافقين الذين يصلّون ويجاهدون، لكن بلا إخلاص ولا صدق، قال تعالى: ﴿قَالُوا آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ﴾ [المائدة: 41].

 

ثالثًا: القلب الميت (القاسي)

هو القلب الذي استحكم فيه المرض حتى فقد الإحساس بالحق، واستُبدلت فيه الفطرة بالتبلد والرفض، وقد وصفه القرآن بالقسوة في قوله تعالى: ﴿ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُم﴾ [البقرة: 74]، وقوله: ﴿فَوَيْلٌ لِّلْقَاسِيَةِ قُلُوبُهُم﴾ [الزمر: 22].

ويظهر موت القلب من خلال عدة علامات بينها القرآن، منها:

الإقفال: ﴿أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا﴾ [محمد: 24]

الران: ﴿كَلَّا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِم﴾ [المطففين: 14]

التغليف: ﴿وَقَالُوا قُلُوبُنَا غُلْفٌ﴾ [البقرة: 88]

الطبع: ﴿فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ﴾ [الصف: 5]

عدم الفقه: ﴿لَهُمْ قُلُوبٌ لَا يَفْقَهُونَ بِهَا﴾ [الأعراف: 179]

العمى: ﴿فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَٰكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ﴾ [الحج: 46]

 وهذه الصور تدل على انغلاق القلب عن الاستجابة للحق، وتراكم الغشاوات عليه حتى يُعجزه عن الفهم والتلقي والإيمان.

 

حياة القلوب وأعمالها

القلب الحي يتصف بأعمال قلبيّة رفيعة تنبع من الإيمان، ومن أبرزها:

الوجل: كما في قوله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ﴾ [المؤمنون: 60]

الخشوع والخضوع عند سماع آيات الله: ﴿إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ﴾ [الأنفال: 2]

الطمأنينة بذكر الله: ﴿أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ﴾ [الرعد: 28]

وهذه الأعمال هي علامات على حياة القلب وسلامته، وهي ما يُرجى بها نيل رضا الله والنجاة في الآخرة.

 

 

وكتب

ناجي إبراهيم الدوسري

الأحد 27 ذو القعدة 1446هــ

25/5/2025

 

 

شارك المقال لتنفع به غيرك

قد تُعجبك هذه المشاركات

إرسال تعليق

ليست هناك تعليقات

5225140061176126764

العلامات المرجعية

قائمة العلامات المرجعية فارغة ... قم بإضافة مقالاتك الآن

    البحث