السؤال:
أنا مدمن على شرب الخمر، وأجاهد نفسي على تركها، فهل يُعد هذا ابتلاء؟ وهل يُعذر المدمن في فعله؟
الجواب:
نعم، هذا بلا شك ابتلاء عظيم، وامتحان من الله لعبده في دينه ونفسه وشهوته، لكنه ابتلاء لا يُسقط الحكم، ولا يبرر المعصية، بل يستوجب الجهاد والمجاهدة والفرار إلى الله.
والخمر محرّمة بنص الكتاب والسنة، وهي من الكبائر الموبقات. وإدمانك لها لا يُسقط الإثم عنك، لكنه قد يخفف عنك العقوبة إذا صدقت التوبة، وجاهدت نفسك بصدق، وقطعت السبل التي توصلك إليها.
واعلم أن كثيرًا من الصحابة رضي الله عنهم كانوا يشربون الخمر قبل تحريمها، بل نشؤوا عليها، فلمّا أنزل الله قوله: ﴿فَهَلْ أَنْتُم مُّنتَهُونَ﴾ قالوا: انتهينا ربنا، انتهينا.
لم يتذرّع أحدهم بالإدمان، ولم يقولوا: "صعب علينا"، بل استجابوا لأمر الله من فورهم، وتركوا الخمر في لحظة صادقة من الطاعة، فكن مثلهم في العزيمة، ونافسهم في التوبة.
🔹 استعن بالله، واطلب منه أن يُطهّر قلبك.
🔹 اقطع الأسباب، واهرب من مواطن السقوط.
🔹 صاحب أهل التوبة، وتعلّق بمجالس الإيمان.
🔹 ولا تيأس، فالله يقبل التائبين مهما عظم الذنب، إذا صدقوا.
وفي الحديث: "كلُّ ابن آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون" (رواه الترمذي)
ونسأل الله أن يتوب عليك، وأن يطهّر قلبك، وأن يجعلك ممن إذا ابتلي صبر، وإذا أذنب تاب، وإذا عاد إلى الله عاد بقلب منكسر، وهو أرحم الراحمين .
وكتب
ناجي إبراهيم الدوسري
١٤ ذو الحجة ١٤٤٦ هـ
10 / 6 / 2025
إرسال تعليق